6 Octobre 2015
بقلم الدكتور مولاي محمد كوحيلة
" العَلمانية (بفتح العين) La laïcité ou sécularisme وترجمتها الصحيحة اللادينية أو الدنيوية ; ويسميها أستاذي العلامة الفيلسوف الجبل طه عبد الرحمن "الدهرية" واتفق معه كثيرا على هذا المصطلح الذي نحته، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي positivisme والعقل، ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين، وتعني في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم، وهو اصطلاح لا صلة له بكلمة العلم، وقد ظهرت في أوربا منذ القرن السابع عشر، وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر، وانتقلت بشكل أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا، ثم تونس ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر. أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين. وقد اختير مصطلح "عَلمانية" لأنه أقل إثارة من كلمة "لا دينية".
تتفق العَلمانية مع الديانة النصرانية في فصل الدين عن الدولة، حيث لقيصر سلطة الدولة ولله سلطة الكنيسة، وهذا واضح فيما ينسبه النصارى للسيد المسيح من قوله "إعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله". أما الاسلام فلا يعرف هذه الثنائية، والمسلم كله لله وحياته كلها لله {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (سورة الأنعام).